يرى فيدوتوف أن الصوم علاج جيد للبدانة وأن البدين يمكنه أن يتحمل الجوع بشكل جيد، ويوصي بالصوم لمدة 5- 15 يوماً تعقبها فترات استراحة يتناول فيها المريض وجبات خفيفة.
ولا عجب أن نرى الآن كثيراً من المراكز والمعاهد الطبية التي تعتمد فقط على الصوم كوسيلة ناجعة في التداوي.
ورغم وجود العديد من آراء الأطباء العرب والمسلمين في هذا المجال إلا أننا استشهدنا بآراء الغرب حتى يكون الشاهد من أهله"، والفضل ما شهدت به الأعداء.
كل ما سبق ذكره ليس لإثبات أننا على دين الحق أو لنشجع أنفسنا على الصوم، فنحن المسلمين يجب أن نصوم امتثالاً لأوامر الله تعالى، كما أشرنا، حتى ولو لم نعرف حكمة الصوم أو فوائده، وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا [ الأحزاب : 36 ].
وإنما سقنا هذه الأدلة لبيان بعض جوانب حكمة التشريع وفوائد إتباع أوامر الخالق، فهي برغم ما تحوي من أحكام للامتثال والعبادة، إنما جاءت في نفس الوقت لفائدة الإنسان المكلف بها.
وصايا عن الصوم وفوائده:
وأخيراً نسوق بعض الوصايا حول الصوم:
فمن وصايا لقمان لابنه قوله: "يا بني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة".
ويقول الإمام الغزالي رحمه الله: "الصيام زكاة النفس ورياضة الجسم، فهو للإنسان وقاية، وللجماعة صيانة، وفي جوع الجسم صفاء القلب وإنفاذ البصيرة، لأن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب ويكثر الشجار فيتبلد الذهن، أحيوا قلوبكم بقلة الضحك وقلة الشبع وطهروها بالجوع تصفو وترق".
ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي: "الصوم حرمان مشروع، وتأديب بالجوع، وخشوع لله وخضوع، ولكل فريضة حكمة، وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة، يستثير الشفقة ويحض على الصدقة، ويكسر الكبر، ويعلم الصبر، ويسن خلال البر، إذ جاع من ألف الشبع، وحرم المترف أسباب المتع، عرف الحرمان كيف يقع، والجوع كيف ألمه إذا لذع" .