القرآن الكريم هو كتاب الله الذي يتضمن الحلول المنطقية الكاملة لكل ما يحتاجه الإنسان في مختلف مجالات الحياة. وتشير الآيتان الأوليان من القرآن الكريم إلى أن الله سبحانه وتعالى تحدث عن كل ما يهم الإنسان: قال تعالى: " ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ"، وقال تعالى: "مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيل كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمة لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" (يوسف 111) ويقول الله تعالى": وَنزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ" (النحل 89).
المؤمن الحق هو الذي ينظم حياته وفقا لمقتضيات القرآن الكريم، والمؤمن الحق يسعى إلى تطبيق الآيات القرآنية في حياته اليومية، فكل عمل يقوم به منذ استيقاظه صباحا وحتى ساعة نومه يكون انعكاسا لتأثير الآيات القرآنية، فكلامه وحركاته وسكناته كلها متوحاة من الأخلاق القرآنية، تلك الأخلاق العالية التي هي حلية المؤمن طوال حياته، وقد جاء في القرآن الكريم: "قُلْ إِنِّي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قَيِّمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" (الأنعام، 162)
يعتقد بعض الناس أنّ الدّين مرتبط بأوقات معينة وعبادات معينة والحياة بالنسبة لهم زمنان: زمن للعبادة وزمن للأعمال الأخرى، إذ أنّهم لا يتذكرون الله والآخرة إلاّ عند أداء الصلاة والصوم والتصدّق أو الذهاب إلى الحجّ. أمّا بقية الأعمال فهي أعمال دنيوية مختلفة لا علاقة لها بالدّين، فالحياة الدنيا حسب رأيهم هي تعب و ركض و مشقّة . هؤلاء النّاس أبعد ما يكونون عن الأخلاق القرآنية فلهم حياتهم الخاصّة وأخلاقهم الخاصة ولهم نظرة تتماشي وفق أهوائهم، فهم لا يفهمون المعاني الحقيقية للأخلاق القرآنيّة.
يؤمّن الإنسان لنفسه حياة مختلفة عن بقيّة الناس لاتباعه الأخلاق القرآنيّة مبدأ ومنهاجا، فإيمانه بالقضاء والقدر يبعث فيه الطمأنينة ويحميه من الخوف والقلق و يبعث فيه الأمل في الحياة فلا يحسّ أبدا بالتشاؤم و تمنحه القوة لمواجهة مصاعب الحياة، و ينعكس ذلك على أقواله وأفعاله وقراراته وكلّ تصرفاته التي هي نتيجة حتمية لاعتماده الأخلاق القرآنيّة منهاجا لحياته، يظهر ذلك عندما يسير في الطريق وعند الأكل وعند الذهاب إلى المدرسة وعند طلب العلم وعند العمل وعند ممارسة الرياضة وعند الحديث وعند مزاولة الأعمال التجارية وحتى عند مشاهدة التلفاز أو سماع الموسيقى، عندها يعي الإنسان أنّ العيش ضمن التعاليم القرآنيّة تكليف وتشريف يجب تطبيقها بكلّ دقة سعيا إلى مرضاة الله تعالى في كلّ الأعمال و الحرص على عدم الانحراف عن تلك الأخلاق القرآنية السامية.
الدين هو هو الأخلاق والوصايا والأحكام القرآنية القابلة للتطبيق في جميع مجالات الحياة، وهذا بلا شك هو الطريق القويم الذي إذا ما سار على نهجه الإنسان فاز في الدنيا والآخرة وحقق السعادة الكبرى، وقد قال الله تعالى: " مَنْ عَمَلَ صَالحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهْوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْييَنَّه حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " ( النحل: 97 )
إنّ العيش ضمن الأخلاق القرآنية يكوّن في الإنسان – بإذن الله – ملكة بعد النظر والعقل الراجح فيكون قادرا على التمييز بين الطريق السليم، والخطإ وكلّما التزم بالمنهج القرآني اكتسب القدرة على التفكير العميق وتحليل الوقائع تحليلا منطقيا. بفضل هذه الصفات تسهل حياة الفرد ويسمو إلى أعلى المراتب لأن الإنسان الذي يؤمن بالله ويحيى بالأخلاق القرآنية تكون جميع تصرّفاته وحركاته؛ قيامه ومشيته ونظرته للأشياء وتقييمه للأمور مختلف تماما عن الناس الآخرين.
إذن سنتناول بالتحليل في هذا الكتاب الأعمال اليومية والأحداث التي يعيشها المسلم على أساس الالتزام بالأخلاق القرآنية، وسنتعرّض بالشّرح للسبل التي يتّبعها المسلمون لحلّ مشاكلهم اليوميّة غايتنا من ذلك تحسّس طريق الحياة السعيدة التي تحققها الأخلاق القرآنية، والله في كتابه الكريم يدعو كلّ الناس إلى هذه الحياة السّامية، فالطريق الوحيد لحياة خالية من الشك والقلق والخوف والحزن والكدر والعيش في جوّ ملؤه الطّمأنينة والسعادة، هو التحرّك ضمن الأخلاق القرآنية في كلّ ساعة و كلّ لحظة من لحظات الحياة.
كيف تقضي عزيزي البرعم 24 ساعة وفق تعاليم القرآن
عند الاستيقاظ صباحا
لحياة في ضوء الأخلاق القرآنية من أهمّ الفروق بين المسلمين والكافرين، فالمؤمنون يخافون الله ويحكّمون ضمائرهم وعقولهم لتجلّي طريق الإيمان والتيقّن من أنّ الّذين يُرجعون وجود المخلوقات إلى المصادفة أو ينكرون الحقيقة، هم في غفلة من أمرهم. المؤمن الحق يعي جيّدا أنّ الأعمال التي يقوم بها والأحداث التي يعيشها خلال اليوم منذ استيقاضه صباحا هي في الحقيقة انعكاس لما ذكره الله تعالى في آياته القرآنية، تلك الآيات تناولت الحديث عن المخلوقات على أنّها الدّليل البيّن على وجود الله ووحدانيّته وجلال صفاته وعظمة قدرته تعالى، ذلك ما نقصده بما أسميناه "حقائق الايمان". وحقائق الايمان هي العناصر الدّافعة للإيمان والوسائل المثبتة له.
المؤمن الذي يهتدي بالأخلاق القرآنية يجدد إيمانه ويكتشف الحقائق، فمع مطلع كل يوم جديد يفتح الإنسان عينيه ويرى النعم التي أسبغها الله على الإنسان، فيدرك أنه من الضروري شكر هذا المنعم العظيم. فنحن نفيق بعد ليلة كلملة من النوم ننفصل فيها عن العالم الموضوعي، وقد لا يتذكلر الواحد منا سوى ثلاث أو خمس ثوان من الأحلام التي قد لا نتذكرها بتفاصيلها. وخلال تلك الفترة الزمنية تنفصل الروح عن البدن، فلحظات النوم إنما هي في الحقيقة ضرب من ضروب الموت لذلك قال الله تعالى: "الله يَتَوَفَّى اْلآنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَ الَّتِي لَمْ تَمُت فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرسِلُ اْلأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى..." ( الزمر 42 ) كما يقول تعالى: "وَهْوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَي أَجَلٌ مُسَمًًّى...." ( الأنعام 60 )
هذه الآيات دليل على أنّ الروح تنفصل عن الجسد أثناء النوم ثمّ تعود إليه ليبدأ الحياة من جديد إلى أن يأتي أجل الموت الحقيقي فتخرج الروح من الجسد تماما دون رجعة. إذن يفقد الانسان قسما كبيرا من وعيه بالوجود والشعور بما حوله من الأشياء أثناء فترة النوم، ويعود له ذلك الشعور كاملا عند الاستيقاظ، و هذه حادثة على الانسان أن يفكّر فيها باعتبارها معجزة من معجزات الله تعالي.
يأوي الانسان إلأى فراشه ليلا ويتمتع بنعمة النوم، لكنه لا يضمن استيقاظه من الغد رغم خلاء جسمه من الأمراض ودون أن يتعرض إلى أيّ كارثة طبيعية أو حادث، لذلك على المؤمن أن يفكر في ذلك كلما استفاق صباحا، ويشكر الله على نعمة الحياة التي يهبه إياها مع مطلع كلّ صباح جديد، وعليه استغلال الفرصة الجديدة للتقرب إلى الله و الفوز بجنته، و ذلك بأن يبدأ يومه بالدعاء إلى الله ويقوم بالأعمال اليوميّة موقنا بأن الله يراقب أعماله وهو شاهد عليها فيسعى إلى مرضاته و يحرص على تطبيق أوامره، فيكون المؤمن بذلك قريبا من الله تعالى فتقلّ ذنوبه و يعي بأن الله يمتحنه في هذه الدنيا وعلى أساس ذلك يختار أعماله و أقواله.
هكذا خلق الله الإنسان ومنحه نعمه التي لا تحصى ولا تعد، وعلى الإنسان أن لا يغتر، وعليه أن يتأكد بأنه لا أحد غير الله عز وجل قادر على منحه تلك النعم، قال تعالى: "قُلْ آرَآيْتُمْ إِنْ أَخَذَ الله سَمْعَكُمْ وَ أَبْصارَكُمْ وَ خَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ الله يَأْتِيكُمْ بِه انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ " ( الأنعام 46 )
لا ريب أنّ الله تعالى هو القادر على منح الانسان القدرة على النّوم وهو القادر على إرجاع الحياة مع مطلع كلّ يوم جديد للتمتّع بنعمة الحياة.
الّذين يعون هذه الحقيقة يبدؤون يومهم بإحساسهم أنّهم قريبون من الله تعالي ويحسّون بالسّعادة بفضل ما أنعم الله عليهم من النعم. أمّا الجاحدون فإنه لا يمكنهم بأيّ حال من الأحوال الوعي بقيمة هذه النّعم، ولا يستطيعون تذوق السّعادة مثلما يتذوقها المؤمن الحق، هم عادة يقومون في الصباح متثاقلين يودّون البقاء في فرشهم الساخنة وقتا أطول، وهم يحسّون بالقلق عند بداية كل يوم جديد لأنهم مقدمون على أعمال روتينيّة تبعث فيهم الملل، لذلك يحرصون على التمتّع بكل دقيقة في النّوم والراحة. العديد من الناس ينهضون من النوم متوتّرى الأعصاب، عبوسي الوجوه، وكل ذلك ناتج عن خلل في إيمانهم.
إن المنكرين المحرومين من نعمة الإيمان يدورون في حلقة مفرغة منذ قيامهم صباحا وحتى انتهاء يومهم لأنهم يغفلون عن حقيقة مهمة وهي أنه يومهم ذاك ربما كان الفرصة الأخهيرة التي يمنحها الله لهم للتوبة والرجوع إلى طريق الحق. إنهم يحرصون على جمع المال وينسون هذه الحقائق المهمة، ونصب حرصهم على البحث عن الشهرة ونيل إعجاب الآخرين. إنهم يبدأون يومهم بنوع من اللامبالاة غافلين عن أن من واجبهم التفكير في خالقهم الذي سوف يسـألهم لا محالة عما قدمت أيديهم. نعم إن كل يوم جديد هو فرصة عظيمة للتوبة والعودة إلى الله والسعي في إرضائه: "اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَ هُمْ فِى غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ " ( الأنبياء، 1)
إنّ هؤلاء الناس في غفلة كبيرة و هم يرتكبون خطأ كبيرا. علينا أن لا ننسى أنّ كلّ صباح يمكن أن يكون بداية نهاية كلّ إنسان، قد تختلف أسباب الموت، كأن يموت الإنسان بحادث مرور أو نوبة قلبيّة أو بأيّ سبب من الأسباب، الموت يمكن أن يداهم الانسان في كلّ لحظة، لذلك على الانسان مثلما بيّنّا سابقا أن يبدأ يومه بالسعي إلى مرضاة الله و القيام بالأعمال الصالحة.
عند النظافة
عند النهوض من النّوم يلاحظ الانسان العديد من التغيّرات في جسمه وفي ذلك حكم عديدة، فانتفاخ الوجه وتجعّد الشعر والروائح الصادرة من الفم والجسم، كل ذلك دليل على عجز الانسان وضعفه أثناء النوم. إذن على كل إنسان عند قيامه في الصّباح أن يغسل أطرافه وينظف أسنانه، إنّه منهج المسلم الّذي اتّخذ من القرآن طريقا، فهو يحسّ بالتّواضع ويزداد قناعة بأنّ الكمال لله وحده و النقصان صفة إنسانيّة. كما يتأكد المؤمن كلّما نظر في المرآة أنّ إمكانياته لا تسمح له بتحديد مظاهر جماله بل هي هبة من الله تعالى.
هكذا خلق الله في عباده صفات النقص والعجز، وكمثال على ذلك فجسم الإنسان يتسخ بسرعة، ولكن في المقابل خلق الله للإنسان الكثير من النعم التي تساعده على النظافة مثل الماء والصابون وعلمه طريقة استعمالها، قال تعالى:"إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا" (الشرح، 5-6)
نودّ التأكيد هنا أنّ المؤمن الحق فقط يستطيع اكتشاف الحكمة من خلق النّعم الموجودة، ولذلك يحمد الله ويشكره، والمؤمن الحق له القدرة على التفكير تفكيرا سليما.
والمؤمن يحمد الله على نعمة النظافة ويشكره على ما منحه من وسائل التنظيف. والمؤمن يعي جيدا أن النظافة جزء من الإيمان وهي طريق للتقرب من الله عز وجل، فالله طيب لا يقبل إلا طيبا فبها ينال العبد مرضاة الله وثوابه، يقول تعالى في كتابه الكريم: "وَثِيَابَك فَطَهِّرْ وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ" وهذا امر لجميع المؤمنين بأن يلتزموا بالطهارة. وقد ذكر الله الإنسان بأنه هو الذي أنزل نعمة الماء فقال: "وَيُنَزِّلَُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَ كُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ " ( الأنفال، 11)
إذن الماء هو العنصر الأساسيّ لنظافة الجسم والبيت والأشياء الأخرى، فهو ينظف الأوساخ ظاهرها وباطنها كما ينعش الانسان ويريحه من التعب، ويفيد الماء أيضا في إزالة الشعور بالإرهاق والقلق ويساهم في تخفيض الأمراض لدى الانسان ويزيل الطاقة الكامنة التي تتسبب في وهن الجسم، تلك الطاقة الكامنة في الجسم ولا يستطيع الانسان رؤيتها بالعين المجردة لكننا نحسّ بها في بعض الأحيان عند قيامنا بحركة خلع قميصنا الصّوفي فينبعث صوت، أو عندما نلمس شيئا نحسّ كأنّه لسعة كهربائية تهزّ أجسامنا، كما نحسّ أحيانا بانتفاش الشعر. هكذا يتخلّص الانسان من كلّ ذلك عندما ينّظف جسمه فيحسّ أنّ جسمه خفيف نشيط ويحسّ بالرّاحة الكاملة مثلما يساهم طلوع الشّمس بعد يوم ممطر فى بعث البهجة والفرحة في القلوب لأنّ الماء يقضى على تلك التراكمات الموجودة في الجسم والباعثة على القلق والوهن.
فالمؤمن يحرص دائما على النظافة والاعتناء بنفسه لأن الله يحب الطاهرين، وأهل الجنة هم من الذين يحرصون على النظافة كما تذكر بعض الآيات في وصف أهل الجنة: "كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ..." (الطور، 24). كما تبشر آيات أخرى "بأزواج مطهرة" في الجنة (البقرة، 25ّ؛ آل عمران، 15؛ النساء، 57).
المؤمن الحقّ هو من يسعى إلى بناء جنّة على الأرض بأن يطبّق قدر الإمكان ما وعد به الله المؤمنين في الجنّة الحقيقيّة، لذلك يهتمّ المؤمنون اهتماما كبيرا بنظافة أجسامهم.
هنا نتوقّف عند نقطة مهمّة جدّا، بعض النّاس يهتمون بالتجمّل والنظافة فقط عندما يكونون فى محيط مختلط مع أناس آخرين ويهملونها فى أوقاتهم الأخرى، فلا يغسل وجهه إلى المساء ويبقي مبعثر الشعر والملابس، يتجوّل بقميص النّوم ولا يرتّب فراشه طوال اليوم. والأواني مبعثرة هنا وهناك في أرجاء المطبخ، فهم يعيشون بهذا المنطق الخاطئ.
إ