جاء في كتاب التصوف الإسلامي للشيخ احمد التجاني الفوتي بعد كلام تقدم فقال و قد اخترنا لك أيها القارئ بعض أقوال العلماء الكبار في التصوف من القدماء و المحدثين ممن شهدت لهم الأمة بالعلم و الأمانة و الإخلاص و صدق الحديث مبتدئين بأئمة المذاهب الأربعة رضوان الله عليهم
الأول: الإمام الشافعي مما علم من سيرة الإمام الشافعي عنه أنه كان يجالس الصوفية و يلازمهم و يحترمهم فقيل له في ذلك فقال استفدت من مشايخ الصوفية ما لم نستفد من غيرهم,قولهم الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك,و قولهم اشغل نفسك بالخير فإن لم تشغلها بالخير شغلتك بضده.و قد كان الإمام يلازم شيبان الراعي و هو من خواص الصوفية.
الثاني:الإمام احمد بن حنبل كان رحمه الله يبعث لأبي حمزة البغدادي الصوفي إذا نزلت به نازلة مما هو أدق و أرق فيقول ما تقول في هذا يا صوفي فيجيبه أبو حمزة مما علمه الله.
الثالث: الإمام مالك بن انس مما ذاع و انتشر عنه مما يتعلق بالتصوف قوله:من تصوف و لم يتفقه فقد تزندق,و من تفقه و لم يتصوف فقد تفسق,و من جمع بينهما فقد تحقق.
الرابع: الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان نقل عنه أنه رفع إليه سؤال عما يفعله بعض الصوفية في الحضرة و ما يتظاهرون به هل هم صادقون أم كاذبون,فأجاب أن لله رجالا يدخلون الجنة بدفوفهم و مزاميرهم.
الخامس: شيخ الإسلام بن تيميه قال الشيخ بن تيميه رحمه الله و أما حجة أهل الذوق و الوجد و المكاشفة فإن أهل الحق من هؤلاء لهم إلهامات صحيحة مطابقة لما جاء في الصحيحين عن النبي و قد كان في الأمم محدثون فإن يكن في الأمة فعمر و كان عمر يقول:اقتربوا من أفواه المطيعين فإنها تجلى لهم أنوار صادقة.انتهى. و من كلام بن تيميه في التصوف كما في كتابه الفتاوى الكبرى الجزء الحادي عشر و بالصفحة السابعة عشر ما نصه,و الصوفيون قد يكونوا من أجل الصديقين بحسب زمانهم فهم من أكمل صديقي زمانهم و الصد يقون في العصر الأول أكمل منهم.
و الصد يقون درجات و أنواع ..الخ.نقلا من أبجدية التصوف الإسلامي تأليف الشيخ محمد زكي إبراهيم.انتهى.
السادس :الحسن البصري اتفق أكثر المحققين من مؤرخي الإسلام على أنه أول من فتح الكلام في مذهب التصوف و أول من مصدر لنشر تعاليمه بالخصوص و هذا مما علم بالتواتر بين علماء السنة.قال العلامة بن الحاج في الجزء الثاني من مدخله ما نصه إن الحسن البصري هو أول من فتح الكلام في طريقة القول و هو رضيع إحدى زوجات النبي يعني أم سلمه رضي الله عنها==نقلا من أبجدية التصوف الإسلامي تأليف الشيخ أحمد زكي إبراهيم==قلت فلنكتف بهؤلاء الستة من أئمة المسلمين فإنه ذكر في هذا الكتاب يعني التصوف الإسلامي ثلاث و عشرين من كبار أئمة الإسلام المقتدى بهم و بين آرائهم في التصوف وكلهم منصفين لسادة الصوفية و طريقهم على هذا و بينة.