قال الشيخ أحمد التجاني الفوتي في **التصوف الإسلامي**:"إنه كان الغالب على رجال التصوف العلم بالدين,و الصدق في العمل,و موالاة السلف,فكان في الاعتقادات محدثين سنيين و متكلمين أشعريين,و ماترديين و في العبادات مالكيين أو حنفيين أو شافعيين أو حنبليين.و اشتهر منهم أبو القاسم الجنيد,فانتسب إليه من بعده في آداب السلوك,و بهذا كان التصوف مرضيا عند أهل السنة لانتساب رجاله إلى الأئمة المرضيين,إلى أن قال:و نحن إذا دافعنا عن التصوف فإنما ندافع عن التصوف المبني على الكتاب و السنة و الإقتداء بالسلف الصالح رضوان الله عليهم, فإذا وجد من بين أدعياء التصوف من يحيد عنهما فإننا نتبرأ منهم,ويتبرأ منهم المتصوفة تبرأ الذئب من دم ابن يعقوب" إلى أن قال:"و نسوق إليكم ما نقل في ذم البدع عن أقطاب الصوفية المشهورين ليعلم المنصفون أن الصوفية أبعد الناس عن البدع و الأهواء,و أكثرهم تمسكا بكتاب الله و سنة رسول الله*************" فذكر في دلك الكتب ثمانية عشر قولا لأئمة كبار الصوفية يدل على شدة تمسكهم بالكتاب و السنة وها أنا ذا أكتفي بنقل أقوال ستة من كبارهم رغبة في الاختصار مبتدأ بإمامهم فأقول:
قال إمام الطائفة أبو القاسم الجنيدي********:"الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول******" و قال "من لم يحفظ القرآن و يكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب و السنة" و قال أبو يزيد البسطامي ******** "عملت في المجاهدة ثلاثين سنة فما وجدت شيئا أشد من العلم و متابعته و لو لا اختلاف العلماء لشقيت,و اختلاف العلماء رحمة إلا في تجريد التوحيد.و متابعة العلم هي متابعة السنن لا غيرها"وقال الشيخ سيدي أحمد التجاني ********:"إذا سمعتم عني شيئا فزنوه بميزان الشرع فما وافقه فاعملوا به و ما خالف فاتركوه"و قد سؤل شيخنا أحمد التجاني ******** و عنا به عن حقيقة التصوف فأجاب ********بقوله:"اعلم أن التصوف امتثال الأمر و اجتناب المنهى في الظاهر و الباطن من حيث يرضى لا من حيث ترضى"و من كلامه *****""كما في جواهر المعاني,قال ******** " الكلام عل التفضيل بين الصلات على النبي********و بين تلاوة القرآن,أما تفضيل القرآن على جميع الكلام من الأذكار و الصلات على النبي******** و غيره من الكلام فأمر أوضح من الشمس كما هو معلوم في استقراءات الشرع و أصوله,شهدت به الآثار الصحيحة,و تفضيله من حيثيتين, الحيثية الأولى كونه كلام الذات المقدسة المتصفة بالعظمة و الجلال فهو في هذه المرتبة لا يوازيه كلام ,و الحيثية الثانية ما دل عليه من العلوم و المعارف.و محاسن الآداب و طرق الهدى و مكارم الأخلاق,و الأحكام الإلهية,و الأوصاف العلية التي لا يتصف بها إلى الربانيون,فهو في هذه المرتبة أيضا لا يوازيه كلام في الدلالة على هذه الأمور.ثم قسم رضي الله عنه قارئيه إلى مراتب و بين أن من أحسن أدب القرآن فلا أفضل له من تلاوته,و من لم يحسن فالأنفع له الصلات على النبي *********مع مجاهدة نفسه في التأدب بآداب القرآن,و بمثل قوله قال الإمام الغزالي و شيخ الإسلام ابن تيميه و قال صلى الله عليه و سلم"إن من شر الناس رجل فاجر جريء يقرأ كتاب الله لا يرعوى إلى شيء منه" أرجه الإمام أحمد في المسند و الحاكم و صححه و أقره الذهبي على تصحيحه و عن أنس *******"رب قارئ للقرآن و القرآن يلعنه" و قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي********:"إذا عارض كشف الكتاب و السنة فتمسك بالكتاب و السنة,و قل لنفسك إن الله تعالى قد ضمن لي العصمة في الكتاب و السنة,و لم يضمنها لي في جانب الكشف و الإلهام و المشاهدة و قال الشيخ محي الدين ابن عربي الحاتمي رضي الله عنه:"من أراد أن لا يضل فلا يرمي ميزان الشريعة من يده طرفة عين,و يعتمد ما عيه الأئمة المجتهدين و يقلدهم,ويرفض ما عاداه و أنشد.
و لا تغترر بالذي زالت شريعته عنه و لو جاء بالأنباء عن الله,و كان الشيخ إبراهيم الدسوقي ********إذا أخذ العهد على فقير يقول له :يا فولان أسلك طريق النسك على كتاب الله و سنة نبيه *********, و إقام الصلاة و أتاء الزكاة و صوم رمضان و حج البت الحرام , و إتباع جميع الأوامر المشروعة و الأخبار المرضية,و الاشتغال بطاعة الله سبحانه و تعالى قولا و فعلا و اعتقادا,انتهى باختصار من"التصوف الإسلامي"