متد تأثيره من الحياة الاجتماعية للطالب إلى جوانب حياتية أخرى مثل تشتت التركيز، تكرار التغيّب عن المدرسة، وادّعاء المرض لعدم الذهاب للمدرسة، ويتأثر التحصيل حيث تتدنى العلامات حتى لمن كان متفوقاً قبل!!
ولا يتوقف تأثيره على حياة الطالب المدرسية فقط إلا أنه يؤثر على دلالات الصحة النفسية له كراشد مستقبلاً. فتزداد احتمالية إصابته بالاكتئاب مثلاً.
طُرق التّسلط التي بدأت بالانتشار في السنوات الأخيرة
يعيش كثير من الطلبة في المدارس تحت وطأة الأذية المستمرة من قبل طالب أو مجموعة من الطلبة الآخرين تتراوح من السخرية، السباب إلى الدفع والركل، إلى إتلاف الممتلكات إذا كانت طرق الإيذاء مباشرة. أما إذا لم تكن مباشرة فقد تكون على شكل رفض الطالب اجتماعياً. ومن طرق التّسلط التي بدأت بالانتشار في السنوات الأخيرة هو إرسال الرسائل عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية عبر الهاتف النقال تتضمن سخرية أو تهديدا.
ما هو التّسلط «Bullying»؟
يُعرّف الخبراء التّسلط بأنه التعرّض المستمر المتكرر لأذى مقصود يصعب معه الدفاع عن النفس ضد المتّسلط، وهو عدة أنواع:
- التّسلط اللفظي: السخرية، إطلاق الألقاب أو السباب.
- التّسلط الجسديّ: الضرب.
- التّسلط غير المباشر: نشر الإشاعات، والإقصاء عن المشاركة بالأنشطة الجماعيّة.
- التّسلط الإلكترونيّ: عبر الحاسوب أو الهاتف النقال.
هل التسلط موجود في المجتمع الأردني؟
أشارت نتائج دراسة محلية أجرتها إحدى المدارس كانون الأول، 2004 على عينة مكونة من 132 طالب وطالبة في الصفين الرابع والخامس، أن 24.3% منهم أفاد أنه تعرض للتّسلط. وأن 28- 34% من حوادث التّسلط التي تعرضوا لها حدث في ساحات المدرسة وملاعبها خلال الإستراحة، وأن 11-16% منها حدث أثناء الحصص داخل الصفوف وهذا ما يقلق حيث إن التسلط يحدث تحت مرآى ومسمع المدرسين بدون أن يعوا ما يحدث!!
انتشار التّسلط عالمياً
هذه النسب شبيهة بالنسب العالمية والتي تتراوح بين 15% في المجتمع الأسترالي
و 22% في المجتمع الأمريكي وقد وجدت الدراسات أيضاً:
- اختلافات بين الجنسين، حيث إن الأولاد يمارسون التسلط الجسدي أكثر من البنات. أما البنات فيكون تسلطهن عن طريق العدوان غير المباشر، مثل الإقصاء من المجموعات، ونشر الإشاعات، والتحايل بقصد الإيذاء
img
.
- اختلافات في طبيعة وتكرار حوادث التسلط باختلاف الأعمار، غالباً ما يكون التّسلط بين الأطفال الصغار جسدياً، في حين يكون غير مباشر وأكثر خبثاً عند الأكبر سناً.
- على الرغم من هذه الاختلافات بنوعية التّسلط، شكاوي الأطفال تقل مع العمر، على الرغم من أن التّسلط يزداد في المرحلة الثانوية. أي أن التسلط يزداد لكن التعبير عنه يقل مع العمر وهذا ما يقلق.
- التعرض للتّسلط في المدرسة له آثار على الصحة النفسيّة والجسميّة للضحية.
المعتدى عليهم
تشير الدراسات والملاحظات أن المعتدى عليهم يستخدمون في الغالب واحدة أو أكثر من الاستجابات التالية:
- الاكتئاب، وضعف الثقة بالذات، والعدوان على الذات.
- تجنب الممرات، ويصل التجنب أحياناً بحيث يغيّر الطالب مدرسته.
- يضع بعض الضحايا مخططات آمنة للطرق والأماكن التي تبعدهم عن المتّسلط.
- معظم الضحايا لا يبلّغون عن الحوادث التي يتعرضون فيها للتّسلط.
- يتلقى الضحية العدوان المستمر إلى أن يصل إلى نقطة لا يعود فيها قادراً على التحمل، فيلجأ للعدوان على الآخرين أو قد يختار العدوان على الذات.
ما هو الحل؟
إننا بالتأكيد بحاجة لأن نفعل ما هو أكبر من معاقبة المتّسلط وتقديم الدعم للضحية!!
تشير البحوث الحديثة أن حل المشكلة لا يتحقق إذا تمت مجابهتها من جانب واحد، بل بعدة مستويات بالوقت نفسه، المتسلط، والضحية، والرفاق المشاهدين، والعاملين في المدرسة والأهل هم جميعأ لهم دور هام لحل المشكلة، في الوقاية وتقليل التّسلط.
ما هو دور المدرسة في
مشكلة التّسلط؟
هناك طالب متّسلط عليه في كل صف مكون من 25 طالبا
ألديك طالب يبدو حزينا؟
طالب يتغيب كثيراً؟
طالب وحيد، منزوٍ؟
طالب كثيراً ما يفقد ممتلكاته؟
في الاستراحة وأثناء تواجد الطلبة في الساحات يأكلون ويلعبون ابحث عن هؤلاء؛ عيونهم زائغة يبدو عليهم الارتباك.
أيها المعلمون، التّسلط يجري تحت أعينكم، كثيرا منه يجري في الصفوف! المتّسلط ينفي، والضحية ضعيف لا يدافع عن نفسه، لا يشكو!! المعلم ..