قال تعالى ( و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبيلنا) و قال تعالى ( و اتبع سبيل من أناب إلي) و قال تعالى ( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام و يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه و يهديهم إلى صراط مستقيم) و قال تعالى ( ياءيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين) و قال تعالى ( اتبعوا من لا يسألكم أجرا و هم مهتدون ) فهذه السبل التي ذكرت في هذه الآيات هي سبل الرحمن جل و علا , سبل الهداية , سبل السعادة , بخلاف السبل التي حذر الله من إتباعها في قوله تعالى ( و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) فهذه سبل الشيطان , سبل الضلال سبل الشرك , فشتان ما بين السبيلين . هذا و قد حضت السنة على صحبة الصالحين , و عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم ( مثل الجليس الصالح و الجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير , فحامل المسك إما أن يحذيك و إما أن تبتاع منه و إما أن تجد منه ريحا طيبة . و نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك و إما أن تجد منه ريحا خبيشة ) رواه الثلاثة . و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) رواه أبو داوود و الترمذي و عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا تصاحب إلا مؤمننا , و لا يأكل طعامك إلا تقي ) و عن عبد الله رضي الله عنه قال ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قوما و لم يلحق بهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم المرء مع من أحب ) رواه الأربعة و قال عليه الصلاة و السلام ( طوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر ) فلا شك أن الصحبة الصالحة فإنها تجر إلى الصلاح , و تأمل في قصة أصحاب الكهف و كلبهم و ما نال هذا الكلب بصحبتهم حتى عدوه من جملة الدواب التي تدخل الجنة , و تأمل في الحديث الذي رواه البخاري و مسلم أن الرجل الذي قتل مائة نفس فدلوه إلى عالم ليسأله عن قبول توبته فأرشده بأن الله يقبل توبته و أمره بالذهاب من بلده إلى بلد آخر فيها قوم يعبدون الله ليعبد الله معهم أنظر القصة في الجزء الخامس من التاج الجامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم – ص 154 و هذه الأدلة كافية في الحض على صحبة الصالحين و إنها سبب في السعادة لمن شاء الله سعادته.