الصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . لقد جاءت رسل ربنا بالحق.
لقد جعل الصيام من أكبر العبادات في الدين الإٍسلامي وذلك في كل أيام السنة وبصفة أكثر في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، وحتى يكتمل الصيام ويبلغ الصائم مبلغه ومقصده من الصوم ، على الصائم التقيّد بشروك الصيام وآدابه والصفات التي يجب أن تتوفر في الصائم حتى يتم صومه ويكتمل أجره ، هناك العديدة من الصفات التي من الواجب توفرها في المسلم الصائم ويعمل بها حتى يصح صيامه ، وهو موضوع درسنا هذا الذي نتناول فيه بعض صفات المسلم الصائم والتي تجد فيها عدة جوانب التي تعتبر كلها من سنن الصوم وآدابه ومكروها ته فأولها :
1.السحور: وهو أن يتسحر الفرد على شيء وإن قل ولو جرعة ماء ، وتأخيره إلى آخر الليل وهو للتقوي به على الصوم كما دل عليه خبر الصحيحين . قال رسول الله :« تسحروا فإن في السحور بركة ». وقال أيضا : «استعينوا بطعام السحر على صيام النهار، وبقيلولة النهار على قيام الليل». وقال :«السحور بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين».
2.تعجيل الفطر: يتقن الغروب وقبل الصلاة أي التأكد من غروب الشمس ، ويندب أن يكون على رطب ثمرا أو حلوا أو ماء وأن يكون وترا ، حيث قال : «لايزال الناس بخير ما عجلوا الفطر». والفطر قبل الصلاة أفضل لفعله يفطر على رطبات قبل أن يصلي ، فإن لم تكن رطبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات ، حسا حسوات ماء ، ويمكن التعجيل في غير يوم غيم ، أي إذا كان يوم مغيم فعلى الصائم أن يتريث حتى يتأكد من غروب الشمس .
3.الدعاء عقب الفطر بالمأثور : بأن يقول الصائم عند فطره : « اللهم إن لك صمت وعلى رزقك أفطرت، وعليك توكلت وبك آمنت ، وذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر أن شاء الله تعالى، يا واسع الفضل اغفر لي، الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت » وسنية الدعاء أن للصائم دعوة لا ترد لحديثه قال : « للصائم عند فطره دعوة لا ترد» .
4.تفطير الصائمين ولو شق تمرة
5.الاغتسال من الجنابة والحيض والنفاس قبل الفجر ليكون على طهر من أول الصوم: ولو طهرت الحائض أو النفساء ليلا ونوت الصوم وصامت أو صام الخبث بلا غسل صح صومه ، لقوله : فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
6.كف اللسان والجوارح عن الفضول الكلام والأفعال وحتى التفكير بالأشياء النميمة التي تفسد الصوم:والتي لا فائدة منها وأما الكف عن الحرام كالغيبة والنميمة والكذب فهو واجب في كل زمان وفي كل مكان وفعله حرام في أي وقت وقال : «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس له حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».فإن شتم الصائم في رمضان فليقل إني صائم لحديث الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : « إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفت ولا يصخب ، فإن شاتمه أحد أو قاتله فلقيل إني صائم». أما في عير رمضان فيقول سرا خوف الرياء.
7.ترك الشهوات المباحة التي لا تبطل الصوم من التلذذ بمسموع ومبصر وملموس كشم ريحان ولمسه.
8.يسن عند الشافعية الفصد والحجامة لنفسه ولغيره.: ويسن بالاتفاق ترك مضغ اللبان (العلك) لأنه يجمع الريق ويؤدي للعطش ، وترك ذوق الطعام ، وغيره خوف وصول شيء إلى الحلق.وترك القبلة وتحرم أن خشي فيها الإنزال .
9.ا لتوسعة على العيال (الأسرة) والإحسان إلى الأرحام والإكثار من الصدقة على الفقراء والمساكين حيث أنه كان أجود الناس بالخير وكان أجو ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل والحكمة في ذلك تفريغ قلوب الصائمين والقائمين للعبادة بدفع حاجاتهم .
10.الاشتغال بالعلم وتلاوة القرآن ومدارسته والأذكار والصلاة على النبي كلما تيسر له ذلك ليلا ونهارا حيث أن النبي كان يلقاه جبريل في كل ليلة مع رمضان فيدارسه القرآن ومثله كل أعمال الخير لأن الصدقة في رمضان تعدل فريضة فيما سواه أي في غير رمضان وتضاعفت الحسنات به .
11.الاعتكاف لاسيما في العشر الأواخر من رمضان لأنه أقرب إلى صيانة النفس عن المنهيات وإتيانها بالمأمورات ولرجاء أن يصادف ليلة القدر التي هي محتصرة فيه ، وروى مسلم أنه كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره ، وقالت عائشة رضي الله عنها أن الرسول إذا دخل العشر الأواخر أحيا ليلة وأيقظ أهله و شد مئزره أي اعتزل النساء.
وقال المالكية أن سنن الصوم هي تأخير السحور وتعجيل الفطر وحفظ اللسان والجوارح والاعتكاف في آخر رمضان وعن أبي هريرة أنه قال :قال رسول الله : قال الله تعالى : (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي ، وأنا أجزي به ، والصيام جنة إلا إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفت ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ) . ولذلك حتى يقول لنفسه إني خائف من ربي أن يبطل صومي وفيه ردع للنفس وطلب تحليلها بالكمالات والفضائل وتحليلها عن الرذائل وطمأنينة لقلب لثواب الله تعالى أو قدوة حسنة في التقوى . هذه بعض الألفاظ التي حاولنا شرحها والتي لها معاني قوية هامة للمسلم الصائم.
وأخيرا:
الحرص على عدم استثقال الصوم وشهر رمضان أي عدم التضجر والقول بأن الصوم متعب وشاق وأن رمضان شهر طويل لأن هذه عبادة أي فرض والعبادة التي نحن مأمورين بها بتأديتها يجب عليها القيام بها دون أي كسل بل يجب التذوق في العبادة وليس انتظار آذان المغرب أو النوم طيلة النهار بل يجب العمل والدراسة وكل أحد له شغل يوم به .
إذا هذه يعض هذه الآداب والسنن والمستحبات التي يجب على الصائم التحلى بها في صومه سواء كان في شهر رمضان أو غيره . نتمنى أننا قد وفقنا في نحثنا هذا وإننا أفدناكم ولو بالقليل وتقبل الله صيامكم وقيامكم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .