بعد حمد الله جلّ جلاله ، يصِلُ الكتاب إلى كافّة أحبابنا ، فقراء قمار من بلاد سوف حفظها الله من كل بأس ، وخوف ، وهمّ ، الأحبّ الأكرم
المقدّم السيّد محمّد الساسي وجملة الأحباب ، كلّ واحد باسمه وعينه من غير تخصيص ، ذكورا وإناثا ، كبارا وصغارا . السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته ، ورضوانه ، وإكرامه ، وإبراره ، و إنعامه ، وإحسانه ، وإفضاله .
مِنْ سيّدنا وشيخنا ، قطب الأقطاب ، أبي العبّاس مولانا أحمد بن محمّد التجاني ، سقانا الله وإيّاكم من فيض بحاره بأعظم الأواني ، آمين .
وبعد ، نسأل الله جلّتْ عظمته ، وعزّتْ قدرته ، أن ينظر فيكم بعين الرضا والمحبة ، وأن يتولاّكم بعنايته ، وأن يحفظكم بلطفه ، وأن يكتبكم
في ديوان أهل محبّته دنيا وأخرى ، إنّه على ما يشاء قدير ، وبالإجابة جدير . وقد بلغنا ما صنعتم من معروف ، وما أنتم عليه من المحبّة
و المودّة وحسن العهد . فنسأل الله أن يُتِمّ لكم ما رمّمتموه من خيرات الدنيا والآخرة ، وأن يزيدكم من فضله . والمؤكّد به عليكم المحافظة
على مراعاة شروط طريقتكم التي دخلتم فيها ، من تأدية الورد والوظيفة على ما سمعتم ، وتركِ أوراد الغير من الأشياخ رأسا ، وعدم
زيارة الأولياء مع مراعاة حرمتهم . فمن داوم على هذا يحصل له ما سمعتم من الخيرات ، من عظيم الثواب ، وكثرة تضاعف الحسنات
في الحياة وبعد الممات . وإيّاكم ومخالطة أهل الإنتقاد على القدوة ، الحذر الحذر ، فإنها الداء العضال ، وفساد قلب من خالطهم مجرّب
وإن كان لا يشعر حتى يتمكّن . فإنْ تمكّن لم يقدر على الخلاص والرجوع لِمَا كان عليه أوّلا من المحبّة ، وسبب ذلك لمخالفة الشيخ ،
لأنّه رضي الله عنه حذّر أصحابه كثيرا فيما مضى . فمن وقع في مخالفته خرج من طريقته إلاّ أنْ يتوب ، نسأل الله أن يحفظكم وإيّانا
من صحبة المبغضين من الآن إلى الإستقرار في عليّين ، آمين . والحمد لله رب العالمين ، والسلام عليكم ، مِنْ مُحِبّكم محمّد بن المشري
كاتب الحروف عن إذن سيّدنا رضي الله عنه .
وإن سألتم عن سيّدنا ، فهو بخير وعافية ، لله الحمد ، وله المِنّة ، في نفسه وأولاده وأهله ، وأمَرَني أن نكتب لكم ولجميع الفقراء .
منقول
_________________
يا آل أحمـد لا يـزال ضياؤكـم يضوي قلوب الوافديـن إليكمـو
المسلمون جميعهم صلوا علـى خير الأنـام محمـد وعليكمـو