ولد العلامة الشهير الشريف والصوفي الكبير: سيدي محمد الحافظ التجاني المصري،بالمنوفة بالقطر المصري سنة 1315هـ / 1897م من أسرة يرتفع نسبها إلى البيت النبوي الشريف،حفظ القرآن الكريم وهو صغير،ثم تجرد لطلب العلوم فتبحر في العلوم الشرعية خاصة علمي الحديث والتفسير فكان فيهما آية،وتعلم الفقه والتصوف،وشيئا من الرياضيات والعلوم العصرية،وكان راسخ القدم في العلوم الأدبية واللغوية،فمال بكليته منذ صباه إلى طريق أهل التزكية والتربية الروحية،فأخذ الطريقة الخلوتية وعمره لايتعدى اثنتي عشرة سنة عن إسماعيل بن الشيخ سليم بن سليم السباعي الخلوتي وبعد وفاته أخذ عـن الشـيخ محـمود ابن خليل ـ من بلده ـ ومكث في الذكر الأول "لا إله إلا الله" سنة غالبها صيام وقيام ،ثم أخذ الشاذلية عن محمد العقاد المتوفي بطنطا، ثم اعتنق النقشبندية عن الشيخ جودة النقشبندي وأيضا عن سلامة الغرامي خليفة الشيخ محمد أمين الكردي النقشبندي مؤلف كتاب "تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب "فتكون في هذه المدارس الروحية عن طريق المجاهدة والخلوة زمنا طويلا،ثم ساقه سائق السعادة إلى طريق ختم الأولياء،وهي الطريقة التجانية حيث التقى بالأستاذ الواصل والمربي الكامل سيدي أحمد السباعي التجاني رضي الله عنه سنة 1337هـ / 1918م، فقرأ بعض كتب الطريقة في داره ثم أخذها عنه، واتصل بأكابر علماء الطريقة في إفريقيا الشمالية وإفريقيا السوداء، فأجازوه في الإرشاد والدعوة إلى الله، وأسس زاويته الرئيسية بمنطقة المغربلين بالقاهرة، وفتح الله على يده الكثير من الزوايا التجانية في كثير من الدول كتركيا، وماليزيا، وفلسطين ..الخ كما أنه ألف عشرات الكتب وأفتى ودرّس ودافع عن الإسلام دفاعا مستميتا. وأسس مجموعة من المجلات . فكانت مجلته طريق الحق أطول عمرا وأكثر إفادة وشمولا، انتفع بها الناس في كافة المعمورة فقد عاشت ثلاثين سنة ،وهي ماتزال تناضل بعد وفاة مؤسسها عليه الرضى والرضوان بقيادة أولاد الفقيد وأحبابه ومريديه . ـ فقد كانت تصل باستمرار إلى منطقة وادي سوف ـ تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
وقد قام بدور هام في الصلح بين مصر والسودان عندما اشتد الخلاف بينهما في حين عجز رجال الحكم والحكمة عن تسوية الوضع آنذاك،والصلح بين الناس هو مهمة كل تجاني، يتعهد به عندما يأخذ الإذن في الطريقة التجانية .
توفي رضي الله عنه يوم 29جمادي الثانية1398هـ الموافق لـ: 05 جوان 1978 م وقد ترك العديد من المؤلفات التي تُعد بالعشرات،وآلاف الرسائل بالإضافة إلى مئات المقالات والبحوث.
شهادات بعض العلماء المنصفين
لقد شهد له كثير من العلماء بعلو كعبه في العلم والفضل، وممن شهد له – وليسوا من طريقته- وهم إخوة في الله:
- الشهيد حسـن الـبـنـا:
قال: " كما تعرفت في هذه الفترة إلى السيد محمد الحافظ التجاني الذي جاء إلى الإسماعيلية خصيصا ليحذر من دسائس البهائيين ومكايدهم ، وقد كان لهم في هذا الوقت دعوة ودعاة في هذه النواحي ،تقوى وتشتد وتنتشر،فأبلى البلاء الحسن في تحذير الناس منهم ،وكشف خدعهم وأباطيلهم والرد عليهم،وقد أعجبت بما رأيته من علمه وفضله ودينه وغيرته وناقشته طويلا – وكنا نسهر ليالي عدة- فيما يأخذ الناس على التجانية من غلو ومبالغة ومخالفات،فكان يؤول ما يحتمل التأويل،وينفي ما يصطدم بالعقيدة الإسلامية الصافية ويبرأ منه أشد البراءة."
- الدكتور عبد الحليم محمود:
قال:"فضيلة المحدث الكبير العلامة المحقق،العارف بالله تعالى الشيخ محمد الحافظ بن عبد اللطيف بن سالم التجاني- رضي الله عنه-..."
".. والشيخ محمد الحافظ حينما يكتب في الحديث إنما يكتب بصفته حافظا عالما بالحديث رواية ودراية من الطراز الأول وهو في هذا المجال من الرجال المعدودين في الشرق الإسلامي كله ."
مؤلفاته : له عدة مؤلفات أشهرها:
*تفسير القرآن الكريم.
*سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
*رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ورسالته الجامعة.
*مقدمة عمدة القارئ بشرح صحيح البخاري.
*رد أوهام القديانية في قوله تعالى:"وخاتم النبيين".
*أصفى مناهل الصفا في مشرب خاتم الأولياء.
*فصل المقال فيما يرفع الإذن في الحال.
*قصد السبيل في الطريقة التجانية.
*سلطان الدولة التجانية بغرب إفريقيا"عمر بن سعيد الفوتي".
*تخريج أحاديث "جواهر المعاني".
*رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة.
*الاستدراك على المستدرك.
*رسالة في الحج والعمرة.
*رسالة سبيل الكمال ترجمت ونشرت بألمانيا